رياض الصالحين
رياض الصالحين
رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رياض الصالحين

رياض نللتقي فيها على محبة الله و طاعته
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حياة الإمام النووي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو عمر المصري




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 16/07/2011

حياة الإمام النووي Empty
مُساهمةموضوع: حياة الإمام النووي   حياة الإمام النووي I_icon10الأحد يوليو 17, 2011 2:48 pm

رابعاً : نشأته :-
عاش الإمام النووي ( رحمه الله) مدة طفولته وصباه في كنف والده، وكان يعمل مع أبيه في دكانه الذي يتعيش منه، وتحت رعايته في مدينة (نوى) ، وكان أبوه مستور الحال مبارك له في رزقه، يعيش في ستر وخير وبركة ، وكان مشهوداً له بالصلاح منذ طفولته ، فمنذ صغره وهو ابن سبع سنين يداوم على قراءة القرآن، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في قراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك.
وصادف أن مرَّ بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى الصبيانَ يُكرِهونه على اللعب، وهو يهربُ منهم ويبكي لإِكراههم ، ويقرأ القرآن، فذهب إلى والده ونصحَه أن يفرِّغه لطلب العلم، فاستجاب له.
وفي سنة 649هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكنَ المدرسة الرَّواحِيَّة، وهي ملاصقة للمسجد الأموي.
وفي عام 651هـ حجَّ مع أبيه، ثم رجع إلى دمشق، وهناك أكبَّ على علمائها ينهل منهم.
وهو صاحب أشهر ثلاثة كتب لا يكاد بيت مسلم يخلو منها، وهي: الأربعون النووية، والأذكار، ورياض الصالحين.

خامساً أخلاقه وصفاته : -
أجمعَ أصحابُ كتب التراجم أن النووي كان رأسًا في الزهد، وقدوة في الورع، وعديم النظير في مناصحة الحكام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ووجد في لذّة العلم التعويض الكافي عن كل ذلك. والذي يلفت النظر أنه انتقل من بيئة بسيطة إلى دمشق حيث الخيرات والنعيم، وكان في سن الشباب حيث قوة الغرائز، ومع ذلك فقد أعرض عن جميع المتع والشهوات وبالغ في التقشف وشظف العيش ، فيُروى أنه سُئلَ: لِمَ لمْ تتزوَّج؟ فقال: "نَسيتُ"؛ وذلك لاشتغاله العظيم بتحصيل العلم ونشره.
أما عن زهده ، فقد أعرض عن الدنيا بملذاتها وزخرفها، فلم يغتر بها وتركها وراءه وجعل حظَّه منها كزاد الرَّاكب أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر تلميذه ابن العطار عن أحد العلماء قوله : "عذلت الشيخ في تضييق عيشه في أكله ولباسه وجميع أحواله وقلت له أخشى عليك مرضا يعطلك عن أشياء أفضل مما تقصده فقال إن فلانا صام وعَبد الله حتى اخضر عظمه قال: فعرفت انه ليس له غرض في المقام في هذه الدار ولا يلتفت إلى ما نحن فيه .
وقال أيضاً: ورأيت رجلاً من أصحابه قشر خيارة ليطعمه إياها فامتنع من أكلها وقال: أخشى أن ترطب وتجلب النوم، وعنه أيضاً أنه قال: "وكان لا يجمع بين إداميّن ولا يأكل اللحم إلاّ عندما يتوجه إلى نوى" ، هكذا كان حال إمامنا لقد ترك جميع ملذات الدُّنيا من المأكل والمشرب إلاّ ما يأتيه من أبيه من كعك يابس وتين حوراني ، ولم يلبس من الثياب إلاّ المرقعة، وصدقه هذا جعله رأساً في الزهد ، قدوة في الورع ، إماماً في العلم
وفي حياته أمثلة كثيرة تدلُّ على ورعٍ شديد، منها أنه كان لا يأكل من فواكه دمشق، ولما سُئل عن سبب ذلك قال: إنها كثيرة الأوقاف ، والأملاك لمن تحت الحجر شرعاً، ولا يجوز التصرّف في ذلك إلا على وجه الغبطة والمصلحة، والمعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها اختلاف بين العلماء.ومن جوَّزَها قال: بشرط المصلحة والغبطة لليتيم والمحجور عليه، والناس لا يفعلونها إلا على جزء من ألف


جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسي؟.
واختار النزول في المدرسة الرواحيّة على غيرها من المدارس لأنها كانت من بناء بعض التجّار.
وكان لا يقبل من أحدٍ هديةً ولا عطيَّةً، وكان لا يقبل إلا من والديه وأقاربه، فكانت أُمُّه ترسل إليه القميص ونحوه ليلبسه، وكان أبوه يُرسل إليه ما يأكله، وكان ينام في غرفته التي سكن فيها يوم نزل دمشق في المدرسة الرَّواحية ، ولم يكن يبتغي وراء ذلك شيئًا ، وكان له بدار الحديث راتب كبير فما أخذ منه فلساً ، بل كان يجمعها عند ناظر المدرسة ، وكلما صار له حق سنة اشترى به ملكاً ووقفه على دار الحديث ، أو اشترى كتباً فوقفها على خزانة المدرسة ، وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة واحدة بعد العشاء الآخرة، ولا يشرب إلا شربة واحدة عند السحر، وكان لا يشرب الماء المُبرَّد.
قد ثبت عنه أنه كان صائم الدهر قائم الليل لا يضيع له وقت إلاّ في الاشتغال بعلم أو عبادة ، وذكر الإمام اليونيني فقال: " كان كثير التلاوة للقرآن العزيز، والذكر لله تعالى معرضاً عن الدنيا مقبلاً على الآخرة من حال ترعرعه" ،ونقل ابن العطار عن أحد علماء الحنابلة قال: "كنت ليلةً في جامع دمشق والشيخ واقف يصلي إلى سارية في ظلمة وهو يردد قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُون ) سورة الصافات/ من الآية24 . مراراً بحزن وخشوع حتى حصل عندي من ذلك ما الله به عليم" ،هذا شيء يسير لبيان حاله في العبادة

سادساً مُناصحَتُه الحُكّام : -
لقد توفرت في النووي صفات العالم الناصح الذي يُجاهد في سبيل اللّه بلسانه، ويقوم بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو مخلصٌ في مناصحته وليس له أيّ غرض خاص أو مصلحة شخصية ، وشجاعٌ لا يخشى في اللَّه لومة لائم ، وكان يملك البيان والحجة لتأييد دعواه.
وكان الناسُ يرجعون إليه في الملمّات والخطوب ويستفتونه ، فكان يُقبل عليهم ويسعى لحلّ مشكلاتهم، كما في قضية الحوطة على بساتين الشام :
لما ورد دمشقَ من مصرَ السلطانُ الملكُ الظاهرُ بيبرسُ بعد قتال التتار وإجلائهم عن البلاد، زعم له وكيل بيت المال أن كثيراً من بساتين الشام من أملاك الدولة، فأمر الملك بالحوطة عليها، أي بحجزها وتكليف واضعي اليد على شيءٍ منها إثبات ملكيته وإبراز وثائقه، فلجأ الناس إلى الشيخ في دار الحديث، فكتب إلى الملك كتاباً جاء فيه "وقد لحق المسلمين بسبب هذه الحوطة على أملاكهم أنواعٌ من الضرر لا يمكن التعبير عنها، وطُلب منهم إثباتٌ لا يلزمهم ، فهذه الحوطة لا تحلّ عند أحد من علماء المسلمين، بل مَن في يده شيء فهو ملكه لا يحلّ الاعتراض عليه ولايُكلَّفُ إثباته" فغضب السلطان من هذه الجرأة عليه وأمر بقطع رواتبه وعزله عن مناصبه، فقالوا له: إنه ليس للشيخ راتب وليس له منصب. لما رأى الشيخ أن الكتاب لم يفِدْ، مشى بنفسه إليه وقابله وكلَّمه كلاماً شديداً، وأراد السلطان أن يبطشَ به فصرف اللَّه قلبَه عن ذلك وحمى الشيخَ منه، وأبطلَ السلطانُ أمرَ الحوطة وخلَّصَ اللَّه الناس من شرّها.

سابعاً حياته العملية : -
لم يكن الإمام النووي ( رحمه الله) كثير الترحال، كما هو شأن غيره من العلماء، بل كانت رحلاته محدودة جداً، والذي يهمنا من رحلاته هذه هي رحلته العلمية لأذكر من خلالها سيرته العطرة في طلبه وتَلَقيه العلم وحرصه على الوقت :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حياة الإمام النووي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أعلام تاريخنا الإسلامي الإمام النووي – رحمه الله -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رياض الصالحين :: القسم العام-
انتقل الى: